من أعظم الأسباب الموصلة إلى السعادة والنجاح في الدنيا، والنعيم والفلاح في الآخرة,قال تعالى (من عمل صالحاً من ذكر أَو أنثى وهو مؤمِن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)فالمؤمنون بالله الإيمان الصحيح، المثمر للعمل الصالح المصلح للقلوب والأخلاق،في الدنيا والآخرة،من أسباب السرور والابتهاج,وهوالسياج الذي يحمى المسلم من القلق والضياع,ويدفعه إلى عمل الخير وتحقيق السلام والطمأنينة مع النفس ومع الناس,روي أن رجل غضب من زوجته ذات يوم فقال لها مهددًا,والله لأشقينك، فقالت له في إيمان وثبات, إنك لن تستطيع ذلك أنت ولا غيرك، فقال لها,وكيف ذلك, قالت,إن الذي يملك سعادتي هو الذي يملك شقائي، فلو كانت سعادتي في مال لقلت لك,اقطعه عني، ولو كانت سعادتي في حُلىّ وجواهر لقلت لك,خذها مني,و لكن سعادتي في إيماني، وإيماني في قلبي، وقلبي لا يملكه إلا ربي,فالمؤمن قوي الإيمان, لا يعرف الخوف والقلق، ولا يخشى الموت؛ لأن الآجال بيد الله تعالى ، ولا يخاف فوات الرزق, لأن الله قد ضمنه له، ولا يقنط لأن القنوط كفر ومعصية, ولا يأسى على ما فات، ولا يهتم بما هو آت، فهو في معية الله تعالى ,وفي كنفه ورعايته,يقول ابن القيم,فالتوحيد يفتح للعبد باب الخير والسرور واللذة والفرح, والإبتهاج والتوبة,والسعادة والخير ، ويغلق باب الشرور بالتوبة والاستغفار، وأما الشرك بالله، فإنه السم الذي يتجرعه المرء فيكون سببًا لتعاسته وضياعه، فالشرك عين إذا انفجر في القلب لا يبقى في إيمان ,فتوحيد الله تعالى الذي هو أصل الإيمان، وهومنبعًا لصلاح الإنسان، وتهذيبه في مأكله ومشربه، في حديثه وفى مجالسته للناس، في حسن معاملته لجميع المخلوقات,وهذه التعاليم الإسلامية التي جاءت لتقويم سلوك الإنسان، وينظم حياة الأسرة، ويقود حياة المجتمع، وليكون نورًا يضيء طريق البشر، ويخرجهم من الظلمات إلى النور,فالدين هو الذي يّقوم السلوك, ولذا جاءت العبادات في الإسلام ليظل مستمسكًا بها مهما تغيرت أمامه الظروف, والمؤمن لا يصل إلى كمال السلوك إلا بالاستقامة، والإلتزام بالشرع الحنيف, ومن لم يكن مستقيمًا في حالته ضاع سعيه وخاب جهده,الإيمان بالله تعالى يشفي المرء من علله النفسية من الوساوس والظنون، والتشاؤم، ويحرره من الغضب والضيق والحقد واليأس, والكبر والأنانية والغرور, وكلها أمراض نفسية مهلكة, والإيمان يزرع الثقة, بما منحه الله تعالى ,من قدرات ومواهب,وأما المؤمنون الموصولة قلوبهم بالله،فإنهم لا ييأسون من روح الله، ولو أحاط بهم الكرب، واشتد بهم الضيق.